رحيق وجع ـ شعر : المصطفى العمري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

روحاني هذا الفرح
سيظل هكذا فريسة للألم
تتقاسمه الخيبة والأسى
 طوال العمر.
ينام فضاء مجيئي إليك
بين كلاب ونباحهم
متراميا بين الليل
 وفجر الضياع
هي الكلاب هناك
 لا شيء تتقنه
 سوى النباح.

يحسبونني بعيدا عنهم
 سيسكنني الموت
فماتوا قبلي وقلوبهم
 يملؤها ملح الحقد.
تجردي منهم تجردي
 كي لا يملأ أحلامك السواد
فقد كان فيك خرير الماء يغني
أنشودة الإخاء.
لم أنت كما أنت مذ جئتك؟
لا تتغيرين ، لا تتبدلين،
ألا مرآة لديك؟
كيف ترين وجهك وقد
 عنك ضباب الهمازين
المشائين بنميم أخفاه؟
وفيك بماء النفاق يتوضأ
 للخير المناعون؟
ولست تدرين من
 أي ثدي يرضعون؟
لا قمر يضيء لياليك المدلهمة
ففي محراب اللغو والإفك
 و الخديعة القيل والقال
خلال صلاتهم يعانق النفاق الدمع.
يا أيتها التي لست سوى
 ينبوع وجعي دعيني
من فؤادي أستأصل بعض ذكراك.
أسناني لا تقوى على
سحق نواة فاكهتك
ولم يعد في قلبي لك متسع
ليس بي شوق إليك ولا في صدري
لنسيم وحل أزقتك حنين
إلى متى تتبعينني
 وأنا منك دوما أهرب؟
على ضفة نهرك احتسى القلب
 السم صبابة فاكتوى.
وكان هناك الهوى يتناسل
على أسرة الخراب
حتى صارت روحي صحراء
 تقطعها أشرعة الترحال.
وتطلبين مني بلا خجل
 يا فضاء سقمي وعلتي
أن أرجع إليك وقد كان
على أرضك الفناء يرفس
مستمتعا نجوم أحلامي
وكان فيك رماد فجري
 بين الغيم والضباب
توزعه ظلما ألسنة السوء.
تتمدد فيك خرائط غضبي
وينبت في قلبي عشب الشنوف
إن هبت على حيطانك رياح السواد
أو رغبت دروبك بالنوم على صدري
فأنا فيك غربتي أعشقها
لم يعد رقص أشجارك يغريني
أنا النهر الرقراق العذب
مائي ليس لك أبد الدهر
ولا لك عذوبتي
ولا نجمات صباحاتي
أيتها اللؤلؤة التي
سكنت طي مهجتي سنينا
مني اقتلعت الآن جذورك
وقطعت ماء حبي.
وأنت بين أمواج الإفتراء
ستهب فيك زوابع الإهتراء
ويتبو بك الفجر
ويولد في صدري الطفل
ضاحكا كبسمة الشمس
أيتها الراميتي مرارة
هذه إليك تساقط عليك
حلوة ثماري