كَانَ مُكْتَئِباَ...وَكَانَ وَحِيدا ـ احماد بوتالوحت

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

كَانَ هُنَاكْ !
بِوَجْهِهِ الْمُسَوَّرِ بِالسُّحُبْ  .
كَانَ امْتِدَاداً لِأَسْوَارِ الْبَحْرِ  ،
لِأَسَاطِيرِ الْحِكَايَاتْ  ،
فَوْقَ رَأْسِهِ قَمَرٌ نَاعِمٌ ، بِعُيُونٍ غَجَرِيَةْ ،
وَقَطِيعٌ مِنَ النُّجُومِ الْمُتَثَائِبَةِ خَلْفَ الْغُيُومْ  ،
مَجْرُوحاً بِوَحْدَتِهِ كَوَرَقَةٍ فِي الثَّلْجِ ،
مَحْرُوقاً بِوَجَعِ الْمَكَائِدْ .
جُنُونُهُ يَمْتَدُّ أَبْعَدَ مِنْ مَمْلَكَةِ النَّحْلْ ،
وَمِنْ أَرْدَانِ قُمْصَانِهِ الْمُهَلْهَلَةْ  ،
تَخْرُجَ قُرَى مِنَ الْعَبِيدْ ،

وَطَوَابِيرٌ مِنَ النَّمْلْ   ،
وَنِسَاءٌ سَبَايَا  ،
وَعَنْ كَثَبٍ مِنْ حُزْنِهِ الْمُتَشَابِكِ  كَسِيقَانِ الصُّبَّارْ  ،
يَتَجَمَّعُ الْجُوعُ أَسْفَلَ الْأَكْوَاخْ  ،
وَيَجْثُو لَيْلُ الْكَوَابِيسِ عَلَى الْمَعَابِدْ  ،
وَيَتَسَّوَّرُ الْغَضَبُ لَحْمَ الْأَظَافِرْ  ،
وَيَخْتَمِرُ الْخَوْفُ فِي الْعُيُونْ  ،
وَالْأَبْوَابُ تَغِيبُ خَلْفَ خُيُوطِ الْأَوْحَالْ  ،
كَانَ هُنَاكْ  !
يَعْتَمِرُ قُبَّعَةَ الثَّلْجْ  ،
يُثْقِلُ الْجَلِيدُ مِعْطَفَهُ الطَّوِيلْ  ،
   كَانَ مُكْتَئِباً  ...وَكَانَ وَحِيداً،
   كَوَرَقَةٍ فِي الثَّلْجْ