الرجال الجوف ـ ت س إليوت ـ ترجمة : عبد الهادي السايح

شكل بلا شكل،
ظل بلا لون،
قوى مشلولة، إشارة ولا حراك
و العابرون إلى عالم الموت الآخر
بأعين مثبتة قدّامهم
يتذكروننا إن ذكرونا
لا أرواحا ضالة عنيفة
إنّما
بأنّا الرجال الجوف
الرجال المحشوون





أعين لا أجرؤ أن أنظر إليها
في اﻷحلام،
في مملكة الموت اﻷخرى،
هي لا تظهر هناك
فهناك .. العيون شعاع شمس
على عمود منكسر،
هناك .. شجرة تتأرجح
و أصوات تحملها أغاني الرياح
أقصى من نجم يخبو، و أجلّ
لا تدنني أكثر في مملكة الموت بالحلم
و دعني أتنكر بما شئت





من ثياب و أقنعة
معطف الجرذ
ريش الغراب
خشبات البرميل،
أفعلُ في الحقل ما الريح تفعل
لا تدنِني أكثر
من ذلك الملتقى اﻷخير في مملكة الشفق.

هنا اﻷرض الميتة
هنا أرض الصبار
هنا تبنى اﻷصنام
و هنا تمتد إليها بالضراعة يدٌ لمَيت
تحت بريق نجم غائر


أهكذا الحال
في مملكة الموت اﻷخرى؟
عندما نقوم وحدنا
و نحن نذوب رقةً
شفاهنا التي كانت لتمنح القبل
تصلي للحجارة المحطّمة.

ليست العيون هنا
فلا عيون هنا
في هذا الوادي الذي الذي تموت النجوم فيه
هذا الوادي اﻷجوف
هذا المدخل الحطيم إلى ممالكنا المفقودة




في آخر ملتقياتنا هنا
نتلمّس طريقنا سويّـا
مجتنبين الكلام
في اجتماعنا على ضفة هذا النهر المتورّم
عميانا إلا أنْ
تعاود الأعين الظهور
مع النجم اﻷبدي
وردةُ مملكة الشفق المورقة
أمل الخاوين فقط.

ها نحن نطوف حول شجرة الإجاص الشائكة
شجرة الإجاص الشائكة، شجرة الإجاص الشائكة
ها نحن نطوف حول شجرة الإجاص الشائكة


في الساعة الخامسة صباحا
بين الخاطرة و الحقيقة
بين الاعتزام و الفعل
تنسدل الظلال
فالملك لك،
بين المشيئة و الخلق
بين العواطف و الانفعال
تنسدل الظلال
الحياة طويلة جدا
ما بين الرغبة و الانقباض
ما بين المقدرة و الوجود
بين الجوهر و المهوى
تنسدل الظلال
فالملك لك
لك الـ …
و الحياة
الـ ….. لك.
هكذا ينتهي العالم
هكذا ينتهي العالم
هكذا ينتهي العالم
ما بدويٍّ ينتهي
لكن باﻷنين.