وَجَعُ النَّايْ ـ شعر : احماد بوتالوحت

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

هَا أَنَا أخْلَعُ جِلْدِي !
وَأَلْبَسُ جِلْدِ أَبِي ،
الَّذِي قَصَّفَتْهُ الْفُصُولْ .
وَفِي غَوْرَيْ عينيَّ ،
أَسْكُبُ عَيْنَيْهِ السَّاحِرَتَيْنْ ،
اللَّتَيْنِ سَخَرَ مِنْهُمَا الْقَدَرْ،
فَمَاتَ فِيهِمَا سِرُّ الْحَيَاةْ ،
وَلَمْ يَفْضُلْ مِنْهُمَا غَيْرُ زُجَاجِ النَّوَافِذْ  .
أَسْتَعِيرُ ، الْآنَ ، مِعْوَلَهُ الْحَجَرِيْ  ،
وَكَفَّيْهِ الْمَجْبُولَتَيْنِ مِنْ رَمْلِ الصَّخَرْ  ،
أَسْتَعِيرُغَضَبَهَ وَغَلْيُونَهْ ،

وَغِنَاءَهُ فِي لَيَالِي الصَّيْفْ  ،
أَقْتَبِسُ خُطَاهُ عَلَى أَرْصِفَةٍ تُبَلِّلُهَا الَوَحْدَةُ وَالْخَوْفْ ،
أَقْتَبِسُ ضَحْكَتَهُ ،
تَتَدَلَّى عَنَاقِيدُ جَلْجَلَاتِهَا مِنْ سَقْفِ الْغُرَفْ .
وَهَبَنِي تَدَمُّرَهُ فِي الشِّتَاءْ ،
وَوَلَعَهُ بِالطِّيبِ وَالنِّسَاءْ ،
وَوَجَعَ النَّايِ الَّذِي يُبْكِيهْ  ،
وَهَبَنِي تُرَابَ الْأَرْضِ
وَكَأْسَ خَيْبَتِهِ فِي الْحَيَاةْ  ،
وَهَا أَنَا ، أَمْتَطِي فَرَسَهْ !
مُخَلِّفاً فِي السُّفُوحْ ،
لَيْلَ الْقُرَى مُوغِلاً فِي الظَّلَامْ .
وَرُبَّمَا أَعُودُ، يوْماً ، كَمَا عَادَ  مِنَ الْجِبَالْ ،
مُضَرَّجاً بِالثُّلُوجِ وَالدِّمَاءْ  ،
وَعَلَى جَبِينِي ثُقَبُ بُنْدُقِيَهْ  .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟