وفي يدي راية غضبي ـ شعر : عبد اللطيف رعري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

ويستمر غضبي
 لا حدود اليوم لويلاتي....
 لا وقف أمام المرآة بوجه فاحم
 لن نلتفت بعد ألان لبائع المساحيق
 فالوهم الذي يسكننا أشاب الرؤوس
 ولن نغتسل بغير التراب لننفض شحوب الوجه
 ولن نطبطب على ذراع الحلم
فمكوتنا على الرصيف جبرا
سيهدينا إلى عين الشمس
أنتم ذوو الهمة قبل حلولنا فرسانا
 أفشيتم سر الهوية ونطقتم السريرة

وعدتم عراة حفاة مُسْغَبةٌ بطونكم ترقصون لقهركم
لا بسمة للعُصَاة والنهر جارٍ
 وظهر الجريح دامٍ ويداه ممدودتان للهجر
وقلبه يستنجد بالخلاء ليغيب في عنف الاستحالة
هاربا من أشباح المطاردة...
يلطم وجهه بعُبابٍ عِشقًا في المعاندة
يحرك سكينة الأفق الأزرق
ويوهم سطح البحر بالقبل
 ثارة هو الأصل في البداية
وثارة هو الأسر لكل النهايات
 يتهكم بثمالته على بياض محتملٍ للمدى
 يتخطى البحر ليسقط فيه طعما رخيصا
 والحية تسألني.....
 والوحوش تستنجدني......
 وابن آوى الغدار يسيل الدموع
ودمعة الهلع ترسم على الخد لونا باهتا
كلما مدّ يداه لطيور الشفق الهارب
 تصاب الثائرات بالقرف
وتحترق من حولنا الكلمات .....
وتطفو فوق المرايا أعطابنا ......
 في يمناه عصا لا تشق طريقاً للنجاة
 وفي يسراه كتاب حياة مؤلمة
لا وقت للصلاة... والسكاكين ترتعش بين الأصابع
 لا وقت للدعاء... وفوهة المدافع تعدنا بالدمار
 لا وقت يسعفنا للرحيل.....
فأمدُ العبور يلزمنا ما لا يلزم
 ومسافات الوطن ضيّقها الألم
 وعادت أسماؤنا خجولة
وعاد انتماؤنا أكثر رتابة من حلم بعيد
هو الوطن منا وإن ضاقت أمانينا
هو الوطن فينا وإن عشنا عرانا
هو الوطن يلزمنا إحساسا بفقداننا
 نعم يا سادة يا كرام
  يا من جعلوا الحلم فينا يطفوا فوق الجراح
يلزمنا الحزن كله
يلزمنا العراء كله
يلزمنا المشي حفاة على الجمر
 يلزمني النقر على الحجر
 يلزمنا الملل والضجر
 يلزمنا ما يلزم........
 
 نعم يا سادة يا كرام
يا أهل بلدي ويستمر غضبي
 أنا العارف بمكامن الدجل
 وقارئ أسرار الآتي وفي شأني ذللٌ
 في كؤوس الهوى التي كسرتموها
على دبدبات النوى التي تجهلونها
فبدت لكم سمائي أقرب إلى ملمحكم
 وبدا لكم الوهم يحمل عنفوان الخديعة
وقلتم ..مرحى للهاوية..في أبعد الحدود
 مرحى للغاوية... وتنكرنا لدأب الجدود
مرحى بذئاب عاوية.......وندب الخدود
ويستمر غضب الشعراء
فكيف تحمرُّ وجوهاً ينتهي عند أقدامها الخجل
وتهتز راية قوم عزائها الجهل
وكيف تبحر الأفلاك على جليد السنين
 وتبكي البوم عدد الجرح والحنين
ذيّلنا أطماعنا  فأذاقنا العذاب الحُدْجَ
ورمنا مأوى  الفقر
فزوانا الدهر للحفر
ودعونا الغضب كله للقصيدة

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟