الإسلام السياسي بالمغرب يسعى نحو تعطيل التفلسف، عبر تكفير الفلسفة وتلحيد العلم ـ عبد القادر لعميمي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

1anfasse02029-   شتان ما بين الإسلام والإسلام المؤدلج
مشكلتنا اليوم ليست مع دين الإسلام، بل مع الإسلام الإيديولوجي الذي صار ينفي وينسف كل ما بنته الإنسانية من صنائع وإبداعات عقلية.. فبعد النكبة الفكرية والانتكاسة العلمية التي عاشها آباؤنا الفلاسفة والعلماء (ابن رشد وابن باجة وبن طفيل وبن عربي والرازي والخوارزمي والكندي والفارابي والبيروني وابن سينا...الخ)  في القرون الوسطى الإسلامية، ها نحن اليوم نشهد بأم العين نفس المحنة ونعاينها بشكل واضح في واقعنا الاجتماعي، لكن بكيفية مختلفة عن تلك التي كانت في الماضي الوسيط.. فالفكر الديني الإسلامي في العصور الوسطى، كان يهاجم المنطق والفكر العقلي بتهم عديدة، أبرزها : الإلحاد، ونتائج هذه التهمة كانت هي : الذبح أو القتل أو الحرق أو التعذيب  والجلد حتى الموت. لقد سمعنا أن الفقهاء قد قتلوا الكثير من العلماء والمفكرين، بيد أننا لم نسمع يوما بأن فيلسوفا أو عالما قد قتل فقيها أو رجل دين. إن "شريعة التكفير والتقتيل" هاته ليست من صميم الدين ولا موقع لها داخل الوحي الإلهي، ولكن خوف الفقهاء على مصالحهم الإيديولوجية ورغباتهم المادية، وموقعهم السياسي داخل البلاط، يدفعهم إلى تبني مواقف عدائية من الفلسفة ومن كل العلوم النقدية، يتم تصريفها على أرض الواقع في شكل تهم باطلة ولا أخلاقية تدين الفيلسوف (بذريعة الكفر والإلحاد) وذلك تحت مبرر :"الدفاع عن الدين وقداسته".

2-    مغالطات مفهوم الإلحاد في "درس الإلحاد بين الوهم والحقيقة"
درس الإلحاد بين الوهم والحقيقة كما ورد في المقرر الجديد "في رحاب التربية الإسلامية" للسنة الثانية باكالوريا، ليس درسا دينيا بريئا، كما قد يخيل لدى البعض، بل هو درس إيديولوجي مشحون بقيم العنف والتطرف ومعاداة الآخر المختلف. ففي الدرس المذكور تمت الإشارة إلى  04 أنواع للإلحاد وهي :

-    الإلحاد بإنكار وجود الله
-    الإلحاد في أسماء الله وصفاته
-    الإلحاد بالقرآن الكريم كله أو بعضه
-    الإلحاد بإنكار البعث
في النوعين الأول والرابع للإلحاد، كل الأديان الإبراهيمية اعتبرت الإنسان الناكر لوجود الله وللبعث، ملحدا. أما  الثاني والثالث، فيبدو أن الدرس قد أدان كل من لا يؤمن بالقرآن وبأسماء الله الواردة فيه، معتبرا إياه ملحدا.. لكن، أَوَلَيْسَتْ الأديان الأخرى أيضا (كالمسيحية واليهودية مثلا) أديانا سماوية يؤمن أهلها بوجود الله؟ هل الله محصور في القرآن؟ أم أن الله أعظم من أن يُلَخَّص في كتاب؟ وبما أن الله كوني ولا متناهي ويوجد في كل مكان ويمكننا أن نشعر بوجوده ونؤمن بجلاله من خلال التأمل في جمال وعظمة مصنوعاته، والنظام الكامن فيها. أفَلَيْسَ ممكنا اعتبار المؤمنين بوجوده عبر التدبر العقلي في الموجودات لا عبر النقل(القرآن)، مؤمنين حقيقيين؟ وإذا اعتبرنا أن الارتباط  بالنص القرآني هو معيار الإيمان بوجود الخالق، فإن هذا معناه أن القنوات الأخرى (الأديان الأخرى أو طرق التأمل والتفكر) هي مسارات الضلال والزيغ عن طريق الله وهديه، ينبغي تفاذيها لدرء السقوط في دياجير الإلحاد..  يبدو أن مقرر رحاب التربية الإسلامية الجديد يحمل هو الآخر نفسا وهابيا، يعادي العقل والأديان الأخرى والآخر المختلف، ويسعى بكل الوسائل الإيديولوجية الممكنة (كاستغلال الآيات القرآنية وتذييلها بشروحات خادمة لقيم الإسلام السياسوي) إلى زرع قيم العنف والكراهية في نفوس المتعلمات والمتعلمين تجاه المختلفين عن توجهاتهم وتصوراتهم الفكرية والأجانب الذين يدينون بأديان أخرى غير دين الإسلام، وإن كانت لا تنفي وجود الله..  وفي سياق الإلحاد بالقرآن أورد مؤلفو هذا الدرس مفهوم "العلمانية" باعتبارها مذهبا حديثا ينكر الدين ويعطل شرائعه، مبررين ذلك بالقول على أن العلمانية توجه فكري يتكون من مناهج متعددة تهدف إلى تنظيم المجتمع بشرائع وضعية، وتدعو إلى إبعاد الدين والأحكام الدينية عن الحياة السياسية للناس عملا بمبدأ "فصل الدين عن السياسة(الدولة)".. لكن هل حقا العلمانية هي الإلحاد كما اعتبر ذلك مؤلفو رحاب التربية الإسلامية ؟ أم أن هؤلاء قد أخطأوا في التعريف والتمييز ؟؟

3-تشخيص أخطاء الدرس، وتصحيح الفهم المغلوط لمفهومي الإلحاد والعلمانية
يخطئ العديد من شباب اليوم بالتعبير عن توجهاتهم الدينية بإطلاق صفه الإلحاد عليها دون أن يعرفوا تماما ً إن كانت هذه الصفة تناسبه حقّا ً أو لا ، و لا أعني بذلك أن ّ الملحد أو الإلحاد بصورة عامة هو شيء مشين أو معيب أو صفة غير محببة ، إن ما أحاول الإشارة إليه هنا هو محاولة "إعادة تصنيف"، إذا صح التعبير، لفكرة الإلحاد و بيان الفرق بينها و بين العلمانية. فالكثير من شباب اليوم يردد بأنه ملحد و يعني بقوله أنه علماني و العكس صحيح ، فما الفرق بين أن تكون علماني أو ملحد ؟
الملحد هو صفة تطلق على الشخص الذي يرفض فكرة التصديق بالذات الإلهية المغيبة لأنها مغيبة و غير مثبتة . لا يعتبر الإلحاد حركة ضد الأديان أو الذات الإلهية إنما يدخل في نطاق رد الفعل على النظرية الإلهية التي تؤمن بالغيب بينما يؤمن الملحد بالوقائع الملموسة و يرفض الغيبية و لا يهاجمها.
بمعنى آخر فإن ّ الإلحاد لا يقتضي أو يعني مهاجمة الذات الإلهية لأنّ الملحد لا يؤمن بها أصلا ً فكيف يهاجم ما لا يؤمن به ؟ وعلى سبيل المثال لا يمكن لأحد أن يقاتل عدوّا ً ما لم يؤمن بوجود هذا العدو ، كما لا يمكن لأحد أن يسرق مـِـن مـَن لا يمتلك شيئا ً يـُـسرق و بمثال أقل ّ تعقيدا ً لا يمكن لأحد ٍ أن يهدم حائط لا يعرف و يدرك و يؤمن تماما ً بوجود هذا الحائط . و بذا يمكننا القول أنه لا يمكن لشخص ما أن يكون ملحدا ً ويهاجم الله في آن معا ً فالإلحاد هو بعد فلسفي ّ لا يهاجم أو يشجع الذات الإلهية أنما يرفض فكرة الإيمان المطلق بها حتّى يــُـثبت العكس، فلو استطاع الملحد أن يرى شيئا ً ملموسا ً يدل ّ على وجود إله ما يتحكم بمسيرة الكون لزالت فكرة الإلحاد و انتهت عن بكرة أبيها. وهذا أيضا ً غير معقول  وغير منطقي بالنسبة للأديان التي تعتبر فكرة الدين قائمة على فكرة الإيمان و التصديق بالإله دون الحاجة إلى ماديات ملموسة تؤكد وجوده، ومن هنا تأتي النديّة والمنافسة بين المتدينين والملحدين. وهنا أستطرد لأقول أن ّ الإلحاد بريء من عدد من الأشخاص الذين، وفي محاولة لإثبات الذات و لفت النظر، يطلقون عبارات تشتم أو تهاجم أو تسخر من الذات الإلهية تحت ذريعة الإلحاد، وللأسف فإن ّ عدد كبير من هؤلاء الشباب لا يعرف من الإلحاد إلّا تلك الجمل والعبارات التي باتت منتشرة و تردد دون تفكير.
أمـّا العلمانيّة فهي حركة تهتم بفصل الدين عن الدولة و لا تنفي أو تؤيّد أو تهتم بمناقشة منطقية وجود ذات إلهية مغيبة من عدمه فهي تعطي لكل ّ حرية الإيمان بأي ّ مما يؤمنون به على ألّا يحكم ذلك الإيمان في الدولة وقوانين الدولة.  فعندما تكون علمانيا ً لا ينفي ذلك كونك مسلم أو مسيحي أو يهودي أو بوذي أو غيرها، فيمكن للمرء أن يكون علمانيا ً ومسلما ً في آن معا ً، و لا تنفي إحداهن ّ الأخرى، على عكس الإلحاد، الذي يتعارض مع الأفكار الدينية.  فإذا كنت علمانيّا ً مسيحيّا ً، هذا يعني أنّك تؤمن بالمسيحيّة وأركانها وشخصياتها وقوانينها، لكنك لا تعمم هذه الممارسات و الأركان و القوانين على الدولة أو المؤسسة التي تنتمي لها.  وهنا يمكن أن نأخذ شخصا متخيلا اسمه “ زيد “ كمثال، فنقول أن ّ “ زيد “ شخص ٌ مؤمن يؤدي جميع واجباته الدينية و هو متعمـّق في الدين ومتمكن منه لكن ّ “ زيد “ علماني ّ لأنه لا يفرض رأيه الديني وقوانين دينه على موظفيه في العمل . والعلمانية والإلحاد كأفكار ومبادئ لا يتفقان في أي ّ من نقاطهما و ربما أمكننا، إن أعتبرنا أن ّ الإلحاد فكر ٌ يندرج تحت تصنيف ديني، أن نقول أن ّ العلمانية تنادي بفصله هو كذلك عن الدولة.

4-درس "الإلحاد بين الوهم والحقيقة" استهداف واضح للفلسفة وتلحيد مباشر للمفكر العقلاني.
إن الهجمة المسعورة التي خاضتها مقررات منار التربية الإسلامية ضد الفلسفة والمنطق والعلوم تعبير واضح على أن ثمة إيديولوجيا خبيثة تعمل في الخفاء، وتستغل الدين بطريقة وهابية إرهابية خطيرة لتحقيق مساعيها السياسوية. فالناس بسطاء، يؤمنون بالله، والتحكم في أذهانهم وأرواحهم لا يمكن أن يتم إلا عبر الدين، لأن الدين هو الوتر الحساس في نفوس الناس، والعزف على هذا الوتر يحقق لا محالة كل مآرب الإيديولوجيين تجار الدين، أعداء العقلاء والنقاد.. ولإبعاد رادار الفكر العقلي والنقدي عن مراقبتهم  يلجأ السياسويون عشاق  الثروة والسلطة والتحكم، إلى استغلال الدين، في كل المنابر والمؤسسات بما فيها المدارس لشحن المتعلمين بأفكار دينية غير أخلاقية، مضمونها هو عدم الثقة في العقل العلمي الوضعي والفكر الفلسفي النقدي، لأنهما سبيلان يقودان الإنسان إلى التيه والضلال والإبتعاد عن شريعة الله وسبيله.. وبهذه الإيديولوجيا يتم غسل أدمغة التلاميذ وجعلهم بحكم ثقتهم الفطرية في الدين يمتنعون لا شعوريا عن التفكير. وما إحضار نصوص ابن تيمية وفتاوي ابن الصلاح الشهرزوري التكفيرية إلا لتحقيق ما ذكرناه..

5- مقررات التربية الإسلامية بالمغرب لا تخلو من قيم الوهابية وثقافة تضبيع الأجيال
في مقرر منار التربية الإسلامية للجذوع المشتركة تم وضع خطاطة تمييزية بين صنفين من العلوم: العلوم الشرعية (العبادات و العلوم الدينية بصفة عامة ...) والعلوم غير الشرعية (الفيزياء، الرياضيات، الكيمياء، البيولوجيا ...) ، معتبرين أن الأولى إلهية مقدسة وصحيحة، بينما الثانية فهي بشرية تتعارض مع الأولى بحكم ورود المنطق فيها. وفي هذا القول دعوة إلى اجتنابها والإبتعاد عنها ما دام أن لها صلة بالمنطق والعقل والفلسفة، لأن السير في دروبها قد يؤدي إلى التيه وبالتالي الإلحاد والكفر. وقد تلا هذا تصريح مباشر في مقرر منار الأولى باك مفاده أن الأسئلة الوجودية التي  يطرحها الإنسان من قبيل: من أنا؟ من خلقني؟ ومن خلق الكون؟ لماذا خلقني؟ ما المطلوب مني؟ ما مصيري؟ هل أنا مسير أم مخير؟ وما معنى حياتي؟ ما الغاية من الحياة؟ ما معنى الموت؟ ما الحقيقة؟ يوجد أمام الإنسان مرجعان ممكنان لأخذ الإجابة: أولهما: هو الإسلام ونقصد به هنا الرسالات التي أنزلها الله تعالى إلى البشر من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... ثانيهما:هو إنتاج الفكر الإنساني المخالف لما جاء به الإسلام. وهذا الإنتاج له أشكال وأسماء كثيرة منها الفلسفة...". لا نحتاج لكثير من الجهد لنستنتج أن هذه الفقرة تحمل صك اتهام واضح للفلسفة باعتبارها فكرا إنسانيا يقدم للتلميذ في هذا الدرس على أنه مخالف للإسلام.  ومن الكوارث التربوية الكبرى الأخرى، التي حملها المقرر الجديد "في منار التربية الإسلامية" بالمغرب، هي ما مرر في درس [الإيمان والفلسفة] من مغالطات خطيرة، يمكن الإشارة إلى بعضها:
*ففي بداية الدرس، طرح المؤلفون أسئلة تمهيدية، منها (ص : 82) :
كيف ينظر الفلاسفة إلى الدين ؟  كيف يرى المتدينون الفلسفة ؟  ما أوجه التعارض بين المنظومتين ؟
تبدو هذه الأسئلة من النظرة الأولى، أسئلة غير تربوية إطلاقا، بل مستفزة ومثيرة، وموحية بالتعارض بين الدين والفلسفة، وإذا تقرر ذلك في ذهن التلميذ(ة)، فإنه بحكم انتمائه الديني سيفضل الدين ويؤثره، وسيكون مصير الفلسفة الإقصاء والنبذ والإبعاد، بدعوى معارضتها للدين.
*وليت المؤلفين توقفوا عند هذا الحد، ولم يسترسلوا، بل أضافوا فقرة أخطر من السابق، وهي قولهم : ولذلك كانت مواقف كثير من علماء المسلمين عنيفة تجاه الفلسفة، ومنها ما صدر عن ابن الصلاح الشهرزوري المتوفى سنة 643 هـ حين سئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة فأجاب : "الفلسفة أُسّ السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تلبس بها قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم].
 وبما أن الفلسفة حسب منظور مقرر منار التربية الإسلامية زيغ وضلال وسفه وانحلال وزندقة، وأن إعمال العقل في الدين وفي الحياة بصفة عامة يعد جريمة لا يغفر الله عليها، فإن نتيجة ذلك ستكون هي تصنيف الناس إلى صنفين : المتدينون والملاحدة. فالمتدينون هم من يؤمنون بشريعة الله ويعملون بها حرفيا في حياتهم دون إعمال للعقل (الفقهاء ورجال الدين) أما الملحدون فهم دعاة استعمال العقل والحرية في تفسير وفهم القضايا الإنسانية والوجودية بطريقة منطقية (الفلاسفة). وهذا ما تم تداوله في مقرر رحاب التربية الإسلامية، كإشارة غير مباشرة إلى أن الملحد هو الفيلسوف الذي يتوهم وجود العالم والكون بدون خالق. وهو العلماني الذي يدعو إلى تدبير شؤون الدولة وإدارة الحياة بشرائع عقلية وضعية بعيدة عن تشريعات الله أو الآلهة..
أثناء تحليل الدرس، نبّه المؤلفان إلى مجموعة من التساؤلات، وأنه يوجد أمام الإنسان مرجعان ممكنان لأخذ الإجابة، أولهما هو الإسلام، وثانيهما : [هو إنتاج الفكر الإنساني المخالف لما جاء به الإسلام، وهذا الإنتاج له أشكال وأسماء كثيرة، منها الفلسفة]، والملاحظ هو أن المؤلفين لم يذكروا أي نموذج للفكر المخالف للإسلام سوى الفلسفة، مما يدل على أن التنقيص من الفلسفة كان ثاويا ضمن الأسئلة السابقة.
إن هجوما مسعورا كهذا على الفلسفة هو في الحقيقة هجوم سياسوي بقوة الدين، غايته تضبيع الأجيال، وخلق القطيع والأتباع، ترسيخا لمنطق الشيخ والمريد. وما تكفير العلمانية إلا وجه من أوجه هذه السياسة، فالعلمانية -كفكر عقلي- لا تسيء إلى الدين، وإنما تدعو إلى إبعاده عن قضايا السياسة، وهو اختيار لا تقبله دول الخلافة، لأنه يستهدف سلطتها ويوقف أبدية حكم حاكميها واستمرارهم على العرش. ولذلك فالدين خير وسيلة لترسيخ السلطة وضبط الشعوب والتحكم فيها .