النحو المنطقي ونظرية المعنى عند برتراند راسل ـ فروجة سعيداني

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasse09074الكلمات المفتاحية:
 دلالة،   اللغة الأولية، الأنماط، الالفاظ المنطقية، البنية النحوية، البنية المنطقية، اللغة –موضوع، ماحول اللغة، اللغة المثالية، رابطة منطقية.
ملخص:
 تكمن أهمية هذه الدراسة في أهمية موضوعها وراهنيته في الفكر والفلسفة المعاصرة، إذ تعد مسألة البحث في المعنى و التحليل المنطقي للغة محور البحث في الفلسفة المعاصرة، من هنا صاغ  برتراند آرثر وليم راسل (Bertrand Russell (1872-1970  نظرية الذرية المنطقية، واتّبعه في ذلك فيجنشتين وظلا يدافعان عنها لسنوات، وذلك لبناء لغة مثالية رمزية تخلو من أي عيب من عيوب اللغة الطبيعية وقصورها، وتحقق الدقة، الصدق، والوضوح، بحيث يكون لكل مفرداتها معنى محددا، ونصل في نهاية التحليل إلى لغة تكون كل مفرداتها عبارة عن أسماء أعلام، وأوصافها محددة بحيث يمكن إدراكها بطريقة مباشرة، ومنها يمكن اشتقاق القضايا المركبة.  ولتحقيق ذلك ميز راسل بين التحليل المنطقي والتحليل النحوي للغة.

مقدمة:
لقد قام راسل منذ 1901 بتأسيس منطق القضايا ومنطق الفئات والعلاقات، وأولى أهمية خاصة للغة وتحليل المعنى. تحول من مشكلات الفلسفة التقليدية وخصوصا مسائل المعرفة والعقل والمادة إلى مسائل اللغة والمعنى،  وقدم راسل في "أصول الرياضيات"  تحليلا منطقيا يختزل به المركب إلى البسيط، لكي تكون للنفس معرفة مباشرة بمكونات البسيط، وتوظيف المنطق كلغة صورية مطلقة، وذلك  لإقصاء الغموض  الملازم للعبارات والمعتقدات في اللغة العادية.
يرى راسل أن هناك علاقة بين الطريقة التي تبنى بها عبارات اللغة والطريقة التي تترابط بها حوادث العالم التي تشير إلى تلك العبارات، لذلك فاللغة هي رسم دقيق للواقع.
اتبع مسار أرسطو في اقامة نظريته المنطقية، بحيث قام بتصنيف الألفاظ وتحليل اللغة الطبيعية، كما أعاد  النظر في  تحليل أرسطو للقضايا مما جعله يتوصل إلى نظرية الأنماظ المنطقية التي تهتم بتصنيف الموجودات حسب الفئات، التي تشبه  تصنيف التصورات عند أرسطو. كما ميز بين مستويين من اللغة، وهما:اللغة- الموضوع، وما حول  اللغة.
1.  مستويات اللغة:
 أ. لغة- موضوع Langage-Objet:
   يفترض راسل في مقدمته لمؤلف لدفيج فيتجنشتين "رسالة منطقية فلسفيةTractatus logico-philosophicus " والذي كتبه عام 1922، أن صعوبة فيجنشتين الخاصة بعدم قدرته أن يقول أي شيء داخل لغة معينة عن بناء هذه اللغة، يمكن مواجهتها عن طريق فكرة الترتيب الهرمي للغات، فحتى إن لم يستطع المرء قول شيء ما داخل اللغة (أ) عن بنائها، فإنه ربما يستطيع أن يفعل ذلك داخل اللغة (ب)، عندما ينتميان إلى نمطين مختلفين، أي أن (أ) تكون لغة من الرتبة الأولى، و(ب) لغة من الرتبة الثانية.
      ترتبت عن التحليل المنطقي للغة عند راسل نتائج عديدة، من بينها: التوصل إلى  ان هناك تسلسل هرمي للغات، وحتى  المصطلحين صادق وكاذب اللذين يطبقان على عبارات اللغة، هي كذلك ألفاظ تنتمي الى لغة من رتبة أعلى. بنى راسل لغة تراعي الشروط المنطقية للغة من الرتبة الأدنى يسميها  لغة-موضوع ( الشيء)1 ، أو اللغة الأولية Langage primaire، في هذه الرتبة من اللغة، يكون لكل لفظ دلالةDénotation    ومعنى Signification  لشيء محسوس أو مجموعة من الاشياء المحسوسة، كما أن هذه الاشياء تعرف بطريقة مباشرة. أما في الأنماط من الرتبة الأعلى فنجد ما يسميه راسل أوصافا.
      إن الألفاظ التي تنتمي الى لغات من رتبة أو نمط أعلى Ordre supérieur لها معنى مختلف وأكثر تعقيدا، ذلك لإضافة الفاظ منطقية Mots-logiques مثل: (كل، ليس، بعض )، أو كذلك (صادق أو كاذب)  التي تطبق على عبارات لغة-موضوع ما، هذا ينقلنا من لغة أولية الى لغة من رتبة أعلى.
    تجدر الاشارة الى ان معنى (مفهوم) الكذب في اللغة الطبيعية Langage naturel  يماثل معنى النفي، فاذا كانت العبارة منفية فهذا يعني أنها كاذبة، في حين يكون، في اللغات من الرتبة الأعلى، مفهوم الكذب مختلف عن مفهوم الصدق، فقد تكون القضية منفية لكنها صادقة، مثال:
       إذا كان اليوم ممطرا والسماء ملبدة بالغيوم، وقلت: الشمس مشرقة، فإن القضية تكون كاذبة، في حين أن نفيها، أي "ليست الشمس مشرقة"، تكون صادقة.
       تتميز الألفاظ التي تنتمي إلى صنف لغة-أشياء بخصائص عديدة أهمها: أن معانيها يتم تعلمها، أو يمكن تعلمها، بمواجهة الأشياء التي تعنيها أو الحالات التي تعنيها، كما أنها لا توحي بوجود كلمات قبلها، كما أن كل منها بذاته يستطيع أن يعبر عن مقدمة كا ملة. فإن صرخ أحد قائلا: "حريق!"، فإنه يفهم منه معنى، هو اندلاع حريق، ولكن من السخف أن يصرخ قائلا: "عن!".
ب. ماحول اللغة:
يميز راسل بين مستويات مختلفة للغة، بحيث  يمكن تنظيمها بشكل هرمي، وهذا التنظيم يكون مجاله مفتوحا من جهة ومغلقا من جهة أخرى، مفتوحا نحو الأعلى بحيث يمكن ان نصل إلى الرتبة ن ومغلقا من الأسفل، إذ تكون نقطة البداية اللغة الأولية أي "لغة- موضوع" لأنها مؤلفة من كلمات تعرف منطقيا بأن لها معاني وهي مستقلة، ونفسيا على انها كلمات تم تعلمها دون أن يكون قد تم تعلم أية كلمات أخرى. وهذا المستوى من اللغة لا يحتوي على كلمتي صادق، أو زائف "بأية دلالة مهما كانت. المرحلة التالية في اللغة هي التي لا نستطيع فيها الكلام بلغة الاشياء بل يمكننا الكلام عنها، هذا المستوى هو ما يصطلح عليه راسل "اللغة من رتبة أعلى" في هذه اللغة يمكننا تعريف المعنى المقصود، بان نقول عن جملة من الطراز الأول بأنها صادقة، "ولذلك لا بد ان تعني الجملة شيئا يمكن ملاحظته في معطى إدراك للغة".
     تنتمي فكرة الترتيب الهرمي للغات لنظرية الانماط، يفترض راسل في كتابه "بحث في المعنى والصدق" واللغة الاساسية التي يفترضها راسل هي لغة- موضوع، وكلمات لغة الموضوع من الناحية المنطقية لها معنى مستقل، فطائفة كلمات الموضوع لا تتضمن ألفاظا مثل "أو"، وكلمة الموضوع من الناحية السيكولوجية كلمة يمكن تعلم استخدامها بدون ان تكون ضرورية لان تتعلم من قِبَل استخدامات أو معاني كلمات أخرى، أي كلمة يمكن تعلم معناها عن طريق تعريف ظاهر، كما هو الحال عندما يقول شخص لطفل كلمة "خنزير"، في حين تشير الألفاظ من هذا النوع إلى حيوان. لكن هذا لا يعني ان لغة- شيئ تنحصر في الاسماء، لانها تتكون من افعال مثل "يكتب" وصفات مثل "احمر".
  تتلخص نظرية الأنماط في القول: إن فئة الأشياء ليست أعضاء ضمن هذه الأشياء، فلفظة إنسان مثلاً اسم لفئة مجموع البشر، لكن لفظة إنسان ليست واحداً من البشر، ومن ثم فلفظة فرد تشير إلى نمط يختلف عن النمط الذي تشير إليه لفظة فئة. وعلى أساس التفريق بين اللغة التي تشير إلى واقعة معينة بوصفها اللغة الأساسية  Langage de base، واللغة التي تتحدث عن اللغة هي لغة شارحة مثل عبارة: "إن عبارة السماء تمطر عبارة عربية"، أي ما حول اللغة Métalangage، واللغة التي تتحدث عن اللغة التي حول اللغة Metamétalangage.

    ما حول حول اللغة Métamétalangage:  القضية من نوع "القضية" "إنها تمطر" صادقة.

ما حول اللغة Métalangage: القضية "إنها تمطر" صادقة.

لغة- موضوع Langage-objet: "إنها تمطر".

فنظرية الأنماط هي نظرية يعنى فيها راسل بالتمييز بين "الفئات Classes" و"الأشياء Choses" التي هي عبارة عن وقائع تجريبية حيث "اتخذ من نظرية الأنماط سبيلا لتحديد بنية منطقية للغة الطبيعية بشكل يجعلها تستبعد "الانعكاسية" في نفس الوقت تحتفظ بالمنطق الثنائي القيمة"3.

 2.  التمييز بين البنية المنطقية والبنية النحوية للغة. 
          تساءل برتراند راسل في كتابه ماوراء المعنى والحقيقة، عمّا يضفي الوحدة على الجملة المفيدة؟ ليس من شك في أن هناك ارتباط منطقي بين أجزاء الجملة، وهذا الارتباط يتمثل في طريقة "ترتيب" المفردات داخل الجملة. لذلك فالمعنى عند راسل يكمن في طريقة الترتيب التي تنظم بها المفردات، لا في المفردات من حيث هي كذلك.
    فقد نجد جملا لها بنية نحوية  La structure grammaticale متشابهة، لكن بنيتها المنطقية مختلفة. إن عدم التمييز بين الصورتين أو البنيتين النحوية والمنطقية، أدى الى الوقوع في أخطاء فلسفية جسيمة، حيث تبدو لنا بعض المسائل بأنها مشكلات في حين أنها ليست كذلك بل هي مشكلات وهميةPseudos problématiques، ترتبت عن لغة تتألف من أشباه جمل وأشباه قضاياPseudos propositions  تعبر عن كيانات وهميةentities  Pseudos، ويمكن أن نوضّح ذلك عن طريق الأمثلة التالية:
    فقد تكون الجملة بسيطة نحويا لكنها مركبة من الناحية المنطقية، فالجملتان: زيد وعمر شاعران، وزيد وخديجة متحبان، لهما نفس البنية النحوية وهما جملتان بسيطتان نحويا. لكنهما تختلفان في بنيتهما المنطقية. فالعبارة الأولى زيد وعمر شاعران قضية مركبة، لأنّها تتألف من قضيتين بسيطتين هما:
                  - زيد شاعر وعمر شاعر.
     أما العبارة الثانية فإنها قضية بسيطة لأنها تعبر عن علاقة بين موضوعين جزئيين، هما زيد وخديجة واللذان يرتبطان بعلاقة المحبة.
      نعبر رمزيا عن القضية الأولى بـ: شا(سـ 1)  شا(صـ1).
      أما القضية الثانية فنعبر عنها رمزيا بـ: ع(سـ 1، صـ1).
     الخاصية الثانية هي عدم التناظر. فالجملتان: "بروتس قتل قيصر" و"قيصر قتل بروتس" من الناحية النحوية تتألفان من الكلمات نفسها، ومرتبة ترتيبا نحويا متماثلا وفقا للعلاقة التتابعية، الا انه من الناحية المنطقية الجملتان غير متناظرتين. لذلك، وبالنسبة إلى مجموعة من الكلمات التي بمقدورها تكوين جملة، غالبا ما يحدث أن يكون بمقدورها تكوين جملة، أو جملتين أو أكثر إحداهما صادقة والجمل الأخرى زائفة، وتختلف تلك الجمل بالنسبة لترتيب الكلمات، وعلى ذلك فمعنى الجملة يتحدد في بعض الحالات بسلسلة الكلمات وليس بقسمها في مثل تلك الحالات، فإن معنى الجملة لا يمكن الحصول عليه كتجمع من معاني الكلمات المختلفة، فمثلا عندما يعرف شخص من كان بروتس ومن كان قيصر وما هو القتل، فإنه لا يزال لا يعرف من قتل من، عندما يسمع "بروتس قتل قيصر".
   يعارض راسل فكرة أن الكلمات هي أشياء محددة، بمقدورها أن ترتب ترتيبا مختلفا، فكل شيء له ترتيبه الخاص، ولا يمكن أن يعاد ترتيبه. ففي الجملة: "بروتس قتل قيصر"، علاقة القتل علاقة غير متناظرة، لأنها تعبر عن حقيقة تاريخية غير قابلة للتغيير، إذ لانستطيع القول "قيصر قتل بروتس" بنفس سهولة قولنا: "بروتس قتل قيصر"، تظهر وحدة الجملة بصورة خاصة في العلاقات غير المتناظرة، فلو شرحنا الجملة "بروتس قتل قيصر" باستعمال الترتيب المرحلي نجد أن الخنجر تحرك بسرعة من بروتس نحو القيصر وليس من قيصر نحو بروتس، فالعلاقة ليست إنعكاسية، والفرق بين قولنا: "بروتس قتل قيصر" وقولنا: "قيصر قتل بروتس" هو الفرق بين "سـ تسبق عـ" و" عـ تسبق سـ"، حيث "سـ " و"عـ" عبارة عن حادثتين.
    تنطبق علاقة عدم التناظر من علاقات فراغية - ذات ترتيب مرحلي-، مثل: أعلى، أجمل، قبل، بعد، … وغيرها من المقارنات غير متناظرة. فبعض من"... أجزاء الكلام التي تظهر في النحو ليس لها صلة وثيقة بالنحو المنطقي"، فكلمة قبل هي "حرف جر" وكلمة "يسبق" هي فعل، لكنهما يعنيان الشيء نفسه.
    إن معنى الجملة، حسب راسل، لا يتحدد بقسم الكلمات، أي تجمع من معاني الكلمات المختلفة، إن معنى الجملة يتحدد في بعض الحالات بسلسلة الكلمات (ترتيبها)، وترتيب الكلمات ينبغي أن يماثل الترتيب الزمني للكلمات الذي ينبغي إدراكه.
    لكن في الجملة "هذا أصفر" تعني "هذا له تماثل لوني مع ذاك" حيث أن "هذا" و"ذاك" أسماء أعلام والشيء المسمى هو أصفر بالتحديد، يظهر أن علاقة التماثل اللوني علاقة تناظرية. هذا النوع من العلاقات لا يحتاج إلى مقارنة، وتنطبق المقارنة فيها فقط عند تعلم الكلمة، أي قبل تجريد العلاقة.
       أدى عدم التمييز بين البنية النحوية والبنية المنطقية للغة الى المشاكل التي انغمست فيها الفلسفة لقرون، اذ ضلت تعالج مشكلات دون وعي انها ماهي الا اشباه مشكلات، فالتشابه في التركيب اللغوي للجمل، واختلافها المنطقي سبب الوقوع في الأخطاء الفلسفية، فالصورة النحوية تعتني بشكل الجملة واحترام قواعد النحو، "ان الصورة النحوية للعبارة أو بنيتها السطحية هي منبع الاخطاء، اما الصورة المنطقية هي" صورة من تركيب معين يحدد العلاقات بين المعاني القائمة بين الالفاظ الواردة في الجملة" ، ففي المثال الاتي: البروتون جزء من الذرة" والجملة الثانية "البروتون كائن مفكر" الجملتان متشابهتان نحويا، لكنهما مختلفتان منطقيا، إذ الأولى قضية منطقية صادقة، أما الثانية فهي تركيب نحوي لا معنى له، لأنهما لا ينتميان إلى نفس عالم المقال.Univers du discours  وكذلك الامر بالنسبة إلى المثالين التاليين: "الحكام الديمقراطيون لا يوجدون" و"الحكام الديمقراطيون لا يتنازعون"، فهما متشابهتان نحويا، لكن القضية الأولى ليست سليمة من حيث المعنى، لأن الوجود جعل فيها محمولا. وهذا من الاخطاء التي وقع فيها الكثير من الفلاسفة إذ جعلوا من "الوجود" و"اللأوجود" محمولين في القضايا، في حين أن مفهوم "الوجود" لا يمكن أن يكون محمولا في قضية شخصية، فعندما نقول: "نابليون موجود" فالتعبير مجرد لغو، لأنه لا يمكن أن نحمل صفة الوجود على كائن من صفاته الجوهرية أنه موجود، أي على أسماء أعلام. فصفة الوجود لا تحمل أو لا تسند إلا إلى الحدود الكلية. فعندما أقول، "يوجد بشر" فهذه العبارة سليمة منطقيا لأنها تصف حدا كليا (البشر) وليس حدا جزئيا، هي لا تثبت وجودا واقعيا للبشر، اذ تتحدث عن أصناف من الكائنات يمكن التفكير فيها، وهي لا تقرر بل تفترض، إن هذا النوع من الأقوال هي عبارات وليست جملا.
   المسألة الثالثة التي تؤدي إلى ظهور أشباه القضايا، هي الخلط بين الالفاظ التي تشير الى الشيء الجزئي، وبين الالفاظ الكلية المجردة، فالجملة "الوفاء فضيلة " و"زيد فاضل"، جملتان لهما نفس الصورة اللغوية، أو النحوية غير أن الجملة الأولى تشير الى شيء لا يمكن اثباته واقعيا، أما  الثانية  فهي قضية منطقية ذات معنى، لأن زيد لفظ دال على شخص واقعي معين. لهذا السبب اعتبر بعض الفلاسفة الكليات تنتمي إلى عالم آخر.
    إن ألفاظ اللغة الطبيعية وقضاياها غير دقيقة، وغالبا ما يكتنفها الغموض، فلو حللنا فعل الكينونة "Est"، نجده يحوي معان مختلفة:
    - يمكن أن يكون "رابطة" أو يعبِّر عن علاقة الحمل في التصور الكلاسيكي، تربط بين الموضوع والمحمول : القط أسود  "Le chat est noir".
    - يمكن أن يعبر عن علاقة المسأواة، مثل: .4 est 2+2.
    - يمكن أن يعبر عن علاقة الهوية مثل: "أفلاطون هو أستاذ أرسطو" …إلخ.
    لذلك ألح راسل على ضرورة الحذر من البنية النحوية لجمل اللغة العادية، ومن أجل الوقوف على المفارقات، اقترح نظرية الأوصاف في مقاله: "On denoting" 1905 "هدف من خلالها إلى حل عدد من الصعوبات الفلسفية "، من خلال الكشف عن الصور المنطقية لأنواع مختلفة من الجمل، وفقا لمبدأ الثالث المرفوع Le principe du tiers exclu، فالجملة أو القضية "الملك الحالي لفرنسا أصلع"هذه الجملة أو نقيضها (نفيها) يجب أن يكونا صادقا. لكن كل من هذه الخيارات تحيلنا الى "وجود" ملك فرنسا الحالي، وهذه نتيجة غير مرغوب فيها، وقد قام راسل بتحليل الصور المنطقية للعبارات اللغوية مما ساعده على تجنب هذا الالتزام الوجودي. فنظرية الأوصاف تحأول حل نوع من الصعوبات حول تعبيرات الهوية التي شغلت أيضا فريجه، كما تنأول راسل التعبير الوجودي السلبي، ومثاله: "الجبل الذهبي غير موجود".


الهوامش:
1.   لغة-موضوع هي اللغة التي تشير إلى الموضوعات بطريقة مباشرة، وهذه اللغة مكونة كلية من ألفاظ الأشياء، التي يتم تعريفها منطقيا بأنها كلمات لها معان وهي معزولة. ويتعلم معناها دون أي وساطة، وعند تعلم كلمات الأشياء، توجد أربعة ينبغي أخذها بعين الإعتبار: فهم الكلمة المسموعة في وجود الشيء، فهم الكلمة في غياب الشيء، نطق الكلمة في وجود الشيء، نطق الكلمة في غياب الشيء.
2.  الصورة المنطقية للغة La structure  logique  du langage. هي صورة من تركيب معين، يحدد  العلاقات بين المعاني القائمة بين الألفاظ  الواردة في الجملة. 
3.  المنطق الثنائي القيمة هو الذي يقوم على ثنائية الصدق والكذب، والمتعدد القيم  هو الذي ينفي مبدأ الثالث المرفوع، قام على يد يان لوكاشيفيتش (1878- )، احد أعلام المدرسة البولندية، استوحى تصوره للمنطق الثلاثي القيم من معالجة أرسطو للحوادث الممكنة المستقبلية في كتاب (العبارة)، بعد إنشاء النسق المنطقي الثلاثي القيم، أصبح من الممكن إنشاء نسق يحوي مالانهاية من القيم.  
المصادر والمراجع:

المصادر :
راسل برتراند، ماوراء المعنى والحقيقة، تر: محمد قدري عمارة، المجلس الأعلى للثقافة، ط1، القاهرة، 2005، ص، 63.
B. Russell, On denoting, mind, vol 14,Oxford university press ,UK, 1905.
المراجع :

بالعربية:
محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة، دار النهضة العربية، بيروت، 1985ص، 21.

بالفرنسية والانجليزية:

François Rivenc et Gabriel Sandu, Entre logique et langage, J. Vrin, p. 79.
Marc  Polycarpe M, Eléments de logique classique, Bruylant –Academia, Belgique, 2003, p. 53.
Marga Reimer, Anne Bezuidenhout, Description and beyond, Oxford presse, London, 2004, P. 356.
Maria Bghramian, Modern philosophy of language, Counter point, U. S, 1999, p. 07.
Nyitouek Amvene,  langage et logique, L’harmattan,  Paris, 2008, P. 34.