دوامة النورس الحزين - شعر : مظفر النواب

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

نورس .. أصطيد ووضع في قفص الدجاج
النورس الحزين
لم يصدق أنه في قفص الدواجن
تذكر المحيط يلصق الدجى بصمته
والموج شب لؤلؤا قساح فضة
فنام في القرار هادئا كأجمل المعادن
فضض ريشه كزهرة الثلج على احتضاره
ولم حوله أشرعة الخيال والضباب والمدى
وضجة السفائن
فمات في موكبه البحري رغم سجنه الصغير وارتج على
الدجاج أجراس الرذاذ؟

والنيرس الأمير يضرب الموج
ويعلو ساحبا روح المياه خلفه
عن جنة لجنة
فربما ينزل من وراءه الحنائن
بين الدجاج والنفايات وفي زوايا القفص الكئيب
اسلم المدى الفضي روحه
وانضت الأشرعة البيضاء والفضاء والرؤى
فليس من يجمع شمل الجو غير طائر المفاتن
ما أعجب المخيط
إذ يموت راقص الأمواج والمدى
في قفص الدجاج مثقلا
وأن تظل عينه مفتوحة
يسرق منها الموج أجمل الخزائن
واستشكل الأمر على الدجاج كله
فقرر الدجاج عقد قمة طارئة
وسيد الدجاج قد أناب من يبيض عنه بيضة الذهب
فأعلن الدجاج أنهم تضامنوا
وقوق المذيع...عاشت المداجن
دجاج مجلس الخليج جملة
أدار للفروج في منصة الرئيس ذيله
وأعلن الخليج جبهة
أطلق صاروخا من الرياح
ما تعدى جلسة الصباح
فاهتز الحضور من ضخامة الدوى
والرئيس طار من على كرسيه
ومن على يمينه ومن شماله
وانهارت المساكن
وألحقت قضية النورس بندا لاختلاف سادة الدجاج
فاحتد الوطيس
طار عرف من هنا
ومن هناك طارت الكرامات وراء درهم
واختلت الجلسة إلا أقصر الدجاج
ظل ضاحكا وساكن
لم يلتفت إلا أمين بيضة الدهر إلى النورس
غطه كما أوصي من أصحابه
بخطبة من الأم المطاحن
يا قمة الدجاج
ان البحر كله نوارس
ان البحر كله... نوارس
ان البحر كله.... نوارس
ويعقد اجتماعه السري في البحر العميق
بنده الوحيد محكوم قاطبة
تحصنوا أيها الدجاج
فالمحيط قادم
ترف في أعلامه الصوافين
يا سيد المحيط لفني بأذرع الهدير
مثلما تلفني النساء
خلاني في لحظة القرار واللؤلؤ والفيروز
في الصمت كالرصاص
واندلع في الزبد الداكن
وجه اللّه في أمواجك الزرقاء واغسل الحياة
ممن يضعون نورسا في قفص الدواجن
أمس ومن نافذتي
والعمر في أغطية الصوف
رأيت النورس الحزين عابرا فضاؤنا الميت
في شوق إلى فضائه البعيد
كان برد العمر في مفاصلي
نشرت ساعدي ألقيت غطائي
وانتشيت-مثل مثل من يريد أن يطير-قامتي
لم أستطع
دخلت الدوامة....
لم أستطع
لكن أتى الفضاء ما بين عيوني ساجدا
لأنني حاولت أن أصير نورسا
واجتزت النفير والمآذن