سيميولوجيا اضطرابات اللغة عند الطفل – ترجمة الدكتور عبد القادر محمدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

abdelkaderإن الأعراض اللسانية التي تتم مصادفتها خلال التشخيص السريري ( علامتها يستطيع الطبيب أن يكتشفها بالحس وحده ) يمكن ربطها مباشرة بعجز حسي أو حركي   sensoriel ou moteur   حيث يحتمل أن تصنف داخل خانة نفسية أو نفسية عصبية، و من هنا لا تقتصر صفة علم المرض la pathologie  على مجال اللغة، إذ يمكن ،أخيرا، أن تدرج ضمن إطار علم مرضي يسمى تجاوزا "خاصا باللغة" .(...) غير أنه من الأهمية بمكان وصف ،في البداية، الأعراض بطريقة مستقلة بمعزل عن الخانة السريرية التي تدمج ضمنها.(...).
و سنقف هنا عند أعراض قصورات متعلقة بالمستويات التالية:
1.    المستوى المتعلق بالإدراك الحسي (أو الاستقبال)؛
2.    فهم اللغة؛
3.    مستوى الإنجاز و التطبيق؛
4.    مستوى الصواتة phonologie ؛
5.    المستوى النطقي prosodie ؛
6.    مستوى التركيب السطحي morphosyntaxe ؛
7.    مستوى الاشتقاق و إعادة تركيب الكلمات lexique rappel des mots ؛
8.    المستوى التداولي و الدلالي.

إن المعرفة الجيدة بهذه السيميولوجيا أساسية أثناء عملية تقييم طفل ما . و باستحضارنا للنموذج النفسي اللساني العصبي neuropsycholinguistique ( MNPL ) الذي تم عرضه في الفصل 5 (شكل 5-1 و ص 68-70 ) نستطيع موقعة مستوى ( أو مستويات ) الإصابة l’atteinte على مستوى الاشتغال الكلي للغة ؛حيث يتم توظيف الأرقام أثناء عرض هذا النموذج ( لضبط مختلف المستويات الموظفة ) و سنعمل هنا على استحضار تلك الأرقام قبل وصف أية مجموعة من الأعراض.
عامل التلقي .قصورات الإدراك الحسية: المستوى الثاني (تلقي) النموذج " MNPL" .
يعتبر امتلاك السمع أداة أساسية، و هو فضلا عن ذلك شرطا ضروريا رغم عدم كفايته في عملية تأويل المعلومات الصوتية و خاصة تلك المتعلقة باللغة الشفهية.
إن هذه القدرة الأداتية ،هذه "السلطة"، مطالبة بأن تكتمل عبر تعلم مهارة habilité خاصة ب"معرفة"ما.
يتعلم الطفل الصغير داخل محيطه الصوتي تقطيع عناصر محملة بمعاني. و تتضمن هذه السيرورة عمليات معقدة من الانتقاء، جمع و ضم لمعلومات حاضرة و أخرى مخزنة في الذاكرة. تنطبق هذه القدرة المتعلقة بالإدراك الحسي،أو الاستقبال، على صخب الحياة اليومية (صوت عادي، تحضير وجبة، هاتف، محرك سيارة، إلخ.)، فإذا لم يتم اكتسابها، أو إذا تم فقدانها بعد اكتسابها، نلاحظ عجزا سمعيا ( عمه؛ فقد ملكة الإدراك السمعي) .
يوجد أيضا مستوى إدراكي حسي خاصا باللغة: إذ تداخل سلسلة من الأحداث الصوتية التي تشكل اللغة المتكلمة حيث من المفروض في الطفل أن يصل إلى تقطيع عناصر دالة : "papa" هي مختلفة عن  "man-man"،"main" هي مختلفة عن"pain"، و لكن أيضا عن "bain".
يرتبط تلقي دلالة الرسالة ، بعد مرحلة أولى من التحليل ، بالاندماج عبر قشرة الدماغ في هذه الاختلافات.نجد هذا المستوى ذو الخصوصية الشديدة يطرح ، من بين طروحات أخرى، قدرات من التحليل الزمنية مكيفة مع الإشارة الصوتية للكلام؛ فالأعمال المنجزة من طرف Eimas و متعاونيه(1971) تتجه صوب تبيان كون الطفل يتوفر مبكرا على قدرات تمييزية discrimination مكيفة مع البنية الصوتية للكلام (cf.chapitre 3). هذا فضلا عن كون هذه المرحلة الإدراكية الحسية تنطوي على سيرورة انتباهية، و قدرات لمعالجة الأحداث المقطعية و قدرات منتسبة للذاكرة mnésiques (Aram et Nation,1982,94).
يكون فهم اللغة مستحيلا في حالة فقدان ملكة الإدراك الحسي اللفظي التام، وذلك بالرغم من معرفة الأصوات الطبيعية في بعض الأحيان عبر حاسة  السمع؛ و في العمه الحاد يكون الفهم محدودا في بعض الكلمات المعزولة (الأصوات المحاكاتية التي هي مع ذلك تكون معروفة  و يتم إعادة إنتاجها في بعض الأحيان).
لقد تم تصنيف هذا النوع من العمه agnosie في غالب الأحيان بصفته مرضا مكتسبا مرتبطا بصرع épilepsie ، (ch26)..
إلى جانب هذه العمهات البالغة الشدة ، يمكن أن نصف حالات أخرى حيث ، ميكانيزم المجموعة يتخذ مكانا، إذ تتم ملاحظة صعوبات مرحلية مع ذلك : فالطفل ، مثلا، لن يدرك  إلا متأخرا الفرق فيما بين المورفيم ch و S أو فيما بين T و D إلخ .
(و لا يستطيع ، إذن تحقيق إنجاز صحيح لهذه الحروف الصوامت consommes  في الكلمات). و في بعض الأحيان لا يتم كشف الاضطرابات الإدراكية إلا خلال عمر الطفل المدرسي حينما نسجل أخطاء إملائية من نوع " cassé"- في مكان "caché"،"Toit " في مكان "doigt" ، أو  "cadeau" في مكان "gâteau". و عليه، فإن أي استخفاف أو تجاهل لهذه الاضطرابات ستكون له انعكاسات على مستوى بناء و تشكيل معجم مفردات اللغة بشكل واضح.
لقد زكى هذا الطرح بعض  المؤلفين باعتبارهم لضعف إدراك المؤشرات الزمنية للكلام كعامل توضيحي لاضطرابات خاصة بنمو اللغة (فصل 18 ص 263/264 ).
عامل التلقي. اضطرابات الفهم ؛ مستوى 3 (التلقي) النموذج "MNPL"( النموذج العصبي النفسي اللساني).
يمكن أن نلاحظ،فضلا عن انعكاسات العجز و القصورات التي تصيب المستويات الأولية، السمع، و الثانوية، قدرات الإدراكات الحسية ، اضطرابات متعلقة في مظهرها بفقر لساني خالص (المستوى الثلاثي).إن هذا النوع من العجز يمكن ألا يكون واضحا خلال فحص سطحي   superficiel للطفل، ومعرض لخطر تجاهل و استخفاف المحيط.
وعليه فإن الاضطرابات التي تصيب فهم علامات التراكيب الشكلية، تلك المتعلقة بأسئلة مفتوحة (لماذا..؟كيف..؟ و متى..؟ الخ.) أو تلك المتعلقة بالملفوظات المعقدة التي لا يتم وضعها بوضوح إلا عبر إقامة الدلائل المشكلة خصوصا من أجل اكتشاف هذه الإضطربات.(Bishop ,1979). إن اختيارات تقييم الفهم التي تم وصفها في الفصل 5(جدول 4 ) تسمح بالتوفر على معلومات متعلقة بمختلف مظاهر الفهم (المعجم السلبي، مظاهر التراكيب السطحية، فهم ملفوظ ما، حكاية ما.الخ.). و من هنا لا يجب نسيان أن الفهم ينطوي على مقابلة الرسالة المستقبلة بالمعارف المندمجة سابقا، و من تم ضرورة الأخذ بعين الاعتبار القدرات المعرفية للطفل و المحيط الذي ينمو داخله.و من المفيد أخيرا إثارة الانتباه داخل صعوبة التلقي عن احتمال توقع عجز انتباهي مشترك.
متغير التعبير.الصعوبات و نواقص الانجاز أو اضطرابات التمفصل أو عسر النطق؛مستوى 5 (تحقيق النموذج MNPL )
يتحقق تنظيم الحركات إلى حد ما بطريقة معقدة من منظور قصدي خاص بالانجازات . فعلى المستوى الفموي  Buccal، تكون بعض الإنجازات مرتبطة بوظائف أخرى غير النطق la phonation: الابتلاعdéglutition  ، التنفس، إنتاج الصخب أو " التمطق clicks " المحاكي،و أخرى تكون مرتبطة مباشرة باللغة و ضرورية في تحققها. إنها الإنجازات المتمفصلة (أو الفونيتيكية).و يمكن لهذين النوعين من الإنجاز أن يضطربا بطريقة متزامنة concomitante،فعلى سبيل المثال تتم ملاحظة ابتلاع ما من نوع طفولي بتزامن مع تمفصل عبر- أسناني (غير اعتيادي، على الأقل عند الطفل الكبير و عند الراشد) من نوع T،D،N،و Z. يتميز تعلم الإنجازات التمفصلية بواسطة سيرورة يمكن تلخيصها بالطريقة التالية:
توظيفنا للقدرات العصب - حركية neuro-motrices من أساس الجهاز النطقي للطفل الذي سبق أن تعرف على صوت لغوي ما، و يقوم بمفصلته لأجل إنتاجه،سواء معزولا، أو في مقطع لفظي syllabe،   ( جزء من كلمة بسيطة ) أو داخل كلمة ما.
تشكل  هذه الانجازات موضوع تعلم متدرج progressif  من طرف الطفل الصغير، تظهر بعض الحركات التمفصلية متأخرة جدا عن الأخرى( Chevrie – Muller et Coll, 1988, 74, voir aussi le chapitre 2 du présent ouvrage   ) .
ينطوي التمفصل على المراقبة و التنسيق الدقيق لمجموع العضلات من أجل بلوغ ال"هدف" المتوقع؛ إذ من أجل إنجاز الحروف الصوامت les consonnes، فإن الأمر يتطلب إجراء دقيقا . حيث أن اختلالا بسيطا في وضع اللسان في مكانه يقود إلى خطأ ما، صامت سينتج في مكان صامت آخر (مثلا T مكان k ،أو S مكان ch )، أو أيضا سيقود تمفصلا خاطئا إلى إنتاج صوت ما لا ينتمي إلى اللغة ( كما هو الشأن بالنسبة للصامت S يمكن أن ينجز عبر تمفصل عبر- أسناني حيث ينظر إليه ك " زأزأة لفظ الجيم زايا " أو " فعل زأزأ "  le stigmatisme inter dentale، أو كذلك ch ستتحقق  عبر تسرب جانبي للهواء، و يمكن أن يحصل أخيرا لصامت مثل L أو R  حذف بترتيب.و يتم التركيز على  الخاصية الترتيبية لاضطرابات التمفصل التي تطرأ مهما كان السياق و الصياغة (كلام عفوي أو إعادة). إن الاضطراب الانجازي لا يتمظهر في الغالب إلا عبر الاكتساب المتأخر لحركة أو مجموعة من " الحركات التمفصلية ".و استثناء انه  النموذج الصامت الذي لا يظهر إلا متأخرا شبه – كليا  بين 4 سنوات و 5 سنوات و نصف ،إنها حالة ال" أطفال أثناء نطق حروف العلة  «enfants à voyelles »"            Normand et Chevrie – Muller 1997 ) Le) .أخيرا فإن حركات تمفصلية "خاطئة" ، في غياب تقويم نطقي ، يمكن أن تستمر حتى لسن الرشد. و توحد كل هذه الاضطرابات تحت إسم إضطرابات التمفصل أو عسر النطق.
فضلا عن ما قمنا به من وصف لأشكال عميقة من العمه اللفظي ، يجب ذكر حالة الإنجازات اللفظية الحادة التي لا تسمح بأي تطور متعلق بالتعبير الشفوي أو فقط إنجاز لكلام محدود ببعض الكلمات الشديدة التحريف و التشويه.لكن هناك جدال صاحب وصف هذه الانجازات: لقد تم التشكيك في كون الإصابة المحدودة في هذا المستوى من الإنتاج الحركي التمفصلي يمكن أن تكون لوحدها السبب، في الوقت الذي يمكن أن يكون اضطراب في البرمجة الفونولوجية شريكا لها.(cf.plus bas : « apraxia of speech)

المتغير التعبيري.الإضطربات الصوتية أو اضطرابات الكلام: مستوى D4(إنجاز)النموذج (MNPL)
تشكل أصوات الكلمات، أو الفونيمات (ساكنة و متحركة)(voyelles et consonnes)، المستوى الأول من تنظيم اللغة . و يسمى هذا المستوى بالصواتي phonologique، ( الموصوف في الفقرة السالفة) الذي يتطابق مع التحقق " المادي" لأصوات اللغة.
إن البرمجة، أي عملية اختيار الأصوات التي تدخل في بناء كلمة ما فضلا عن وضعها في تعاقب صحيح، يمكن أن تضطرب (جدول1- XIII )؛ بحيث أن العيوب و التشوهات المصاحبة للنمو الطبيعي للكلام(فصل2)،إذا ما استمرت  من بعد المرحلة الطبيعية للاكتساب ( يحتمل الحد المعقول أن يكون محددا في حوالي 5 سنوات) يجب اعتبارها كأمراض.
في فرنسا، الإصابة الفنولوجية الصواتية المعزولة تم وصفها عموما تحت اسم اضطراب الكلام أو تأخر الكلام.

تحميل بقية المقال من هنا